٢/٨/٢٠٢٥
ميخائيل عوض
١
في الفضاء الإعلامي حديثٌ ومخطّطاتٌ وتنظيراتٌ عن إبادةٍ أو تهجيرِ الأقليات من بلادِ الشام والرافدين، والعملية جاريةٌ على أرض الواقع في العراق بعد الغزو الأميركي ومع داعش وأخواتها، وفي سورية مع السلطة الانتقالية. وكثيرًا ما يُحكى، وربما تجري عمليات التحضير والاستعداد في لبنان، والعنوان المشغول عليه الشيعة لأنهم الكتلة الصلبة والعقائدية المسلحة، والهدف المسيحيّون والدروز والعلويّون والسنّة المدنيّون.
٢
بغضّ النظر عن الأهداف والجهات والمعطيات، وهل يمكن تحقيق الهدف، وبعيدًا عن تضارب مصالح القوى المتفقة على تفتيت الشرق لإعادة هيكلته تحقيقًا لمصالح المعلّم الأكبر، أميركا، يتم بقصد تجاهل الواقع وطرح السؤال: هل سنّة غزّة ومسلموها هم أقليّة؟
هل ما يجري في غزّة من حرب تجويع وتدمير وإبادة، وإشهار هدف ومخطط نتنياهو–ترامب لتهجير الغزّاويّين وجعل غزّة "ريفيرا الشرق"، لأنّهم أقليّة؟
ألا يعني الجاري في غزّة والضفّة من إبادة وتهجير للسنّة حصراً، ممارسةً تُفيد بأنّ القتل والإبادة والتدمير، ومن يقف خلفهم، لا يُفرّقون بين أقلية وأكثريّة، إنّما يسعون لتحقيق مصالح وغايات، وعين الهدف: الأكثريّة السنيّة، لإنجاز مهمّة قتل وتدمير أيّ روابط تجمع أبناء المنطقة والإقليم لتبديد حال القوم والأمّة، والسعي لتحقيق الهويّة والسيادة والكرامة؟
أعلنها نتنياهو: تخلّصنا من القوميّة العربيّة. وتاليًا، صارت المهمّة الكتلة الأساسيّة، والمخطّط يسير على مسارات متوازية لتحقيق الغاية.
تأليب الأقليّات بعضها على بعض، والأكثريّة عليها، بإدارة وتخطيطٍ يسعى لتبديد الأكثريّة نفسها، فأيضًا وحدتها وسعيها لتحقيق هويّة جامعة، يُشكّل أكبر المخاطر على مشروعات احتلال المنطقة وتبديد عناصر قوّتها لنهب ثرواتها والاستفادة من جغرافيّتها ومكانتها وموقعها وخيراتها.
هل ستنصر الأكثريّة غزّة ولمستقبلها وبقائها هي؟؟ وتكون البداية بأن تفكّ حصارها وتُؤمّن من جوعٍ ومن خوفٍ؟
هنا تكمن أصل الحكاية، وتبدأ مسيرة وقف القتل والإبادة، وإلّا فالكلّ إلى الذبح بوضح النهار، ومن يقف على الحياد ينتظر دوره... آتٍ.
لمتابعة كل جديد الاشتراك بقناة الأجمل آت مع ميخائيل عوض على الرابط
https://youtube.com/channel/UCobZkbbxpvRjeIGXATr2biQ?si=PLlSQWRQx6UpWbt